سعيداني عبر تصريحاته هو تمويه للرأي العام لتموقع الأفلان في تشريعيات أفريل 2017 لا غير


ترجمت تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، استراتيجية الأفلان في احتواء الاستحقاقات القادمة بكافة مراحلها، فقد أطلق النار على كافة الخصوم المحتمل أن يشكلوا تهديدا لصيغة المشاركة التي يعد سعداني بأن تكون قياسية بالنسبة للحزب العتيد الذي يتوقع أن يحصد غالبية المقاعد النيابية. 
تصريحات سعداني التي لم يسلم من قساوتها الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، تهدف حسب تفاصيلها إلى قطع الطريق أمام خصومه أولا، وخصوم الحزب وتوجهاته ثانيا، أي أنها كانت هجومات منسقة ضد الطامحين لخلافته من جهة وهذه مسألة داخلية تخص بيت الحزب العتيد، وأخرى ضد المناوئين للحزب من خارجه، وهذه تخص تموقعات وحسابات سياسية لا تتعلق بالأفلان بل بمنظومة الحكم الحالية برمتها.
في مقابل هذا ، لم يتأخر الرد من الجبهة الداخلية بعدما انتفض أقارب وعشيرة بلخادم ضد سعداني، وهو موقف يضع الحزب وقيادته في حرج كبير، كون المسألة تعدت الخلاف الحزبي والسياسي، إلى المس بكرامة وشرف عشيرة برمتها، وهي مسألة وقع في فخها الأمين العام للأفلان.
لكنها لن تؤثر في تموقع الحزب الذي يسعى لتصفية الساحة السياسية من خصمه تحضيرا لتشريعيات أفريل 2017، التي يراهن الأفلان عليها لكسب غالبية مقاعدها النيابية بما يفي بالغرض لخوض رئاسيات 2019 بكل أريحية، بصرف النظر عن أجندة السلطة لذلك الموعد الانتخابي الحاسم لصالح من يحسم نتائج استحقاقات العام القادم.
ودون الخوض في تفاصيل التصريحات التي أطلقها سعداني وشكلت مادة دسمة من التعاليق والتحاليل، فإن حزب جبهة التحرير الوطني، يسعى لإزالة الضبابية تجاه الاستحقاقات القادمة، وهذا ما نلمسه عندما يهاجم أمينه العام المعارضة بدءا بجيلالي سفيان وهو أحد مكونات تنسيقية الانتقال الديمقراطي، ثم يهاجم رشيد نكاز الذي أقام حملة مضادة لسعداني في باريس قبل نحو شهر، أما مسألة الجنرال محمد مدين، فتلك تخص مسح أرضية المعارضة التي يتهمها سعداني بأنها تكتل حزبي ينشط تحت إمرة الجنرال المتقاعد، وكلها هجمات تستهدف قطع الطريق أمام المعارضة في الانتخابات القادمة، وهو يوصمها بالموالاة لتيار يسعى لإثارة الفتن.
وهذا على الأقل ما يفسر اتهامه للجنرال المتقاعد بالوقوف وراء فتنة غرداية، الأمر الذي يظهر سعداني حسب ما يسعى إليه في موقع الشخصية السياسية التي تكشف الحقائق للرأي العام.
فهل ينجح الأفلان في امتحان تهيئة الناخبين وحشدهم حول برنامجه ومرشحيه للاستحقاقات القادمة؟ سؤال من غير المستبعد أن يكون محور كل هذه الحملة التي يقودها عمار سعداني على مدار الأشهر القادمة، فمن غير المستبعد أن يتوقف حراك سعداني ومعه تفاعلات هذا الحراك عند حد ردود الأفعال الشفهية من خصومه.
بقلم عبد السلام بارودي 
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هن ليست بمسلمات بل يهوديات الحريديم...اقرا التفاصيل

الجزائر تدعو إلى تصور موحد للاستجابة لانشغالات المواطنين